
محمية حوف.. جوهرة طبيعية تستقطب الآلاف وتفتقر لمقومات السياحة

تستقبل محمية "حوف" الطبيعية، الواقعة شرق محافظة المهرة على الحدود اليمنية العُمانية، آلاف الزوار سنويًا، خصوصًا خلال موسم الخريف، حيث تتحول إلى لوحة خضراء ساحرة بفعل الأمطار الموسمية والضباب الكثيف الذي يلف جبالها، ما يجعلها واحدة من أجمل المناطق البيئية في اليمن.
وتتميّز حوف بتنوعها البيئي النادر، حيث تحتضن غابات موسمية شبه استوائية، وتضم تنوعًا نباتيًا وحيوانيًا غنيًا، أهّلها لتكون محمية طبيعية بقرار حكومي عام 2005، ضمن قائمة أبرز وجهات السياحة البيئية في البلاد.
*إقبال متزايد وإمكانيات محدودة*
ورغم هذا الجمال الفريد والتنوع البيئي، إلا أن محمية حوف تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات السياحة. وقال الناشط المهتم بالشأن السياحي أحمد سالم القميري في تصريح لـ"المهرة أونلاين": إن المحمية تشهد توافدًا واسعًا من السياح القادمين من مختلف المحافظات اليمنية، إلى جانب الزوار من سلطنة عُمان، إلا أن ضعف البنية التحتية وقلة الخدمات تضعف من تجربة السائح.
وأشار القميري إلى أن الزوار يواجهون صعوبات عدة أبرزها تردي الطرق المؤدية للمحمية، وانعدام الأماكن المخصصة للاستراحة، إضافة إلى قلة المطاعم والفنادق مقارنة بحجم الإقبال الكبير.
*مطالب بتنمية السياحة*
وطالب المواطن سعد زعبنوت بضرورة التوجه الجاد من قبل السلطات المحلية والحكومة نحو تطوير البنية التحتية، وفتح استثمارات سياحية مستدامة تتناسب مع الطبيعة البيئية للمحمية.
من جانبه، انتقد الناشط الحقوقي محمود المجذوب غياب دور وزارة السياحة تجاه محمية حوف، مؤكدًا أن المكتب التابع للوزارة لم يقم بأي دور ملموس في دعم أو تنظيم الأنشطة السياحية في المنطقة، وهو ما يعد تنصلًا واضحًا من مسؤولياته.
ويؤكد مختصون أن الاستثمار في حوف لا يعني فقط تحسين الخدمات، بل يفتح أيضًا أبوابًا واسعة لفرص العمل، وينعش الاقتصاد المحلي، ويسهم في الحفاظ على المحمية من العبث والامتداد العمراني العشوائي.
*حوف.. كنز ينتظر الاهتمام*
وتظل محمية حوف كنزًا طبيعيًا لكنها في الوقت نفسه تواجه خطر الإهمال. ويأمل أبناء المهرة وزوارها أن ترى حوف اهتمامًا يليق بمكانتها، لتصبح وجهة سياحية مستدامة تضاهي أجمل المناطق الطبيعية في الجزيرة العربية.